بعض الإخوان قد يظن أن الحوار مع أهل البدع يقتضي أن ترفع الصوت، وتظهر الغضب، وتقطب الجبين، وتحمر العينان، وتتسارع الأنفاس، وهذا غير صحيح.
ومن الآداب المهمة في الحوار: الهدوء، وكثيراً ما تتحرك الطبائع الكامنة في النفوس، ويحدث غليان وغضب وانفعال وعصبية، وتندفع الكلمات، وتتسابق الأطراف كالسيل الجارف بالتهكم والسخرية وتراشق التهم ونحو ذلك، وهذا من أخطر آفات الحوار؛ لأنه لم يعد هناك حوار مثمر، وهذا مفسد للعلاقات، ولذلك بعض الناس تحس أنك لو ما دخلت معه في حوار لكان أحسن، كنت صاحباً له قبل الحوار، وبعد الحوار صار بينكما قطيعة، ولذلك تتنافر القلوب من آثار الحوار المذموم.
إذا ما كنت ذا فضلٍ وعلمٍ بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكونٍ حليماً لا تلح ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللدود ومن يرائي بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا يمني بالتقاطع والتدابر
برزا عشية ليلة فتباحثا هذا بقرنيه وذا بالحافر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق