52 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة - مدونة الميادين

أحدث المشاركات

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

إعلانك هنا

الأربعاء، 17 فبراير 2021

52 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة




وبالاشارة الى ما يدعو اليه الرسول (- صلى الله عليه وسلم -)، ليتحد في مضمونه وما جاء به من سبقه، بتوجيه الخطاب الى من لا يتوارد عليه الشرك وهو الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) فانبثق لدينا مستويان من التلقي:
المستوى الاول: خاص بالمتلقي الاول وهو ما أداه ظاهر النص الذي يتم حضوره (بكاف الخطاب) او (التاء) التي تعالقت مع الطرف الاول وفق تشكلها الدلالي في السياق.
والمستوى الثاني: وهو المراد من باطن النص خطابه وهو كل من تسول له نفسه الاشراك بالله تعالى، بوصفها طريقاً للوصول الى المتلقي الحقيقي المقصود، ويبقى النص مفتوحاً على متلقين بتجدد الزمان والمكان.
ومحور القضية الذي تشكل بأسلوب الشرط الذي يقتضي وجود معادلة بين طرفين فعل الشرط وجوابه (لئن اشركت ليحبطن عملك) فيها حقيقة تلتقي فيها الامم وتقبلها منهجاً عاماً يحقق حضوره بعداً شرعياً فبمجرد توافر أي بادرة إشراك؛ فإنها تؤدي سريعاً الى إتلاف كل عمل صغير او كبير ((والاشراك بحد ذاته يعني بلوغ القمة في العصيان؛ فكل الذنوب مغفورة الا ذاك، ولام التوكيد التي دخلت على الفعل تعضد دلالة بطلان كل عمل وتؤدي الى اظهار معنى حسي بانحدار كل عمل الى احط المراتب بحيث لا يبقى له أية قيمة)) (¬1)، وتتجسد دلالة الانحطاط تلك بانفتاح الحقل الدلالي الخاص (بالبشر) الى حقل دلالي ادنى خاص (بالحيوان) استطاع ان يستوعب هذه الدلالة المحتوى الذي قدمته لفظة الحبط ((وهو من قولهم
حبطت الدابة حبطاً إذا اصابت مرعى طيباً فافرطت في الاكل حتى تنتفخ فتموت)) (¬2)
فهو داء ترم له اجواف الابل فيكون سبب هلاكها وانقطاع اكالها (¬3)؛ فتكون اللفظة
قد جاءت لتحقق ما من شأنه ان يحط من قيمة المشرك، فان المشرك يرتكس الى
مرتبة ادنى مما كان عليه؛ لان عمل الانسان قورن في هذا المقام بسلوك الحيوان،
عندما كان مشركاً، ونلحظ كيف ان التركيب يجعل هذه المسألة مسلمة لا تحتاج
الى تراخٍ، لذا اقترن فعل الشرط (الشرك) بالجواب (حبط) اقتراناً تلازمياً اصبح
بموجبها الخسران سريع الوقوع، كما انه لم يسند الفعل (حبط) الى فاعل ظاهر،
فلم يقل (يحبط اللَّه عملك)، وكأن القضية لشدة توكيدها لم تحتج الى بيان الفاعل،
¬__________
(¬1) الجملة التعريضية في القرآن الكريم انماطها ودلالاتها، رسالة ماجستير، نوار محمد اسماعيل، كلية الاداب، جامعة الموصل، 1999/ 132.
(¬2) لسان العرب: 7/ 272، مادة (حبط).
(¬3) تلخيص البيان / 128.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

أعلن هنا

إحصائيات الموقع

Sparkline 2513183

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author«مدونة الميادين» نبذة عن مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...
معرفة المزيد ←