56 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة - مدونة الميادين

أحدث المشاركات

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

إعلانك هنا

الأربعاء، 17 فبراير 2021

56 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة




الحوار بأنه صامت، فهو غير طليق وتلقائي بالنسبة للقارئ)) (¬1)، فضلاً عن كونه حواراً يستغني عن الجواب، لان الشخصية تقيمه مع ذاتها؛ ففي قوله تعالى حكاية عن الرجل الصالح في سورة ياسين (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الآيات 20 - 22].
فالاستفهام الذي أقامته الشخصية داخل الحدث مع نفسها بالاستفهام الانكاري (مالي)
أي: أي شيء وجد لكي يمنعني من ان اعبد الذي اوجدني ((فابتداه بإسناد الخبر إلى نفسه لابرازه في معرض المناصحة لنفسه وهو مريد مناصحتهم ليتلطف بهم ويداريهم فيسمعهم الحق على وجه لا يثير غضبهم ويكون اعون على قبولهم اياه حين يرون انه لا يريد لهم الا ما يريد لنفسه)) (¬2)، ويتضح انه لجأ إلى هذا الاسلوب من خلال السياق، الذي أوضح
انهم كذبوا رسولين معاً، ثم كذبوا الثالث فلمعرفته المسبقة بتعنت اهل القرية، انكر على نفسه عدم عبادته من يستحق العبادة؛ لأنه اوجده وابدعه على هيئته الى عبادة ما لا ينفع، ونلحظ الانتقال في الضمائر، حيث انه اوقع فعل الفطر على نفسه؛ لان فيه دلالة على
ما ركز فيه من معرفة الايمان، فهو محافظ على الهيئة التي رشحها اللَّه تعالى لفعل من الافعال وهي معرفة الله تعالى (¬3)، في حين اوقع فعل الرجوع على ضمير الجمع، وبحذف الفاعل واسناد الفعل للمفعول مبالغة في التهديد فبدا وكأنه يخاطب نفسه، وهو يخاطبهم هم
او يخاطب كل نفس في هذا الشكل.
وقد يتوجه الخطاب الى شخص والمراد من خطابه بعث معانٍ جديدة متولدة من بنى الخطاب وظروف القول، فعندما تتوافر في شكل الخطاب ونوع المخاطب عناصر لا يمكن ان يراد ظاهرها تتولد في النص دلالات تنبعث من ورائها لتحقق أثراً يقصده النص بل
ويعمد الى إبرازه؛ ففي قوله تعالى حكاية لحال واقعة يوم القيامة: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) [الآية 116 / سورة المائدة].
¬__________
(¬1) تيار الفكر الحديث الغروي الداخلي، ليون سرمليان، مجلة الثقافة الاجنبية، العدد 3/ 1982/ ص86.
(¬2) الاتقان: 2/ 48 - 49.
(¬3) المفردات /382، =: المشاهد في القرآن الكريم / 396.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

أعلن هنا

إحصائيات الموقع

Sparkline 2513183

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author«مدونة الميادين» نبذة عن مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...
معرفة المزيد ←