تنوعت الرؤى التي اتجهت لدراسة لغة القرآن الكريم، بوصفها لغة قابلة لاقامة علاقات دائمة التجدد مع القارئ، وتأسست العلاقات على اصول متفاعلة مع فطرة الانسان ووظيفته، وتباينت تلك الرؤى قرباً وبعداً من هدف النص (التأثير والاقناع)، وبين هذا وذاك رؤىً تنهض من داخل النص تستعين بالجملة في دلالتها على الغياب فضلاً عن الحضور؛ لتبرز فعل العقل في تمثل تلك الدلالات التي تتركها فيه، وتصبح الجملة فكرة لمحور اشاري يرتهن بها النظام الابلاغي تستوجب من العقل ان يعقل موضوعها، وتنتقل بوصفها مولداً دلالياً من علاقة قريبة بين دال ومدلول الى محور يربط بين اللغة والعقل، فتتحول بذلك من اقتران تلازمي إلى اقتران استدلالي يبنى فيه الغائب على الشاهد فكان موضوع اطروحتي للدكتوراه
محاولة لتجلية الاقتران الاستدلالي من خلال تحقيق العنوان (التفسير البياني لتراكيب قرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية)، وقد كان للصدى الذي قدمته النظريات الحديثة على تزاحم طروحاتها سبيلاً الى قراءة نتلمس بها رؤية بيانية ترتكز على ما وجدته من تراث ثري يزخر به فكرنا العربي القديم، ولعل المقاربة التي اجراها البحث بين النظرة القديمة للتأويل والتي شابها الكثير من الغبن لحركة العقل بحيث اصبح التأويل مقيداً بقيود جعلته اقرب الى التفسير، من اولى الصعوبات التي واجهتنا وبغية الخروج من هذه الدائرة ارتأينا ان نجعل النص القرآني يحكم بنفسه مشروعية ذلك الاثر الذي تركه المصطلح من خلال استقراء يهدف الى استنطاق (الحدود والمعايير والابعاد والادوات) التي توجه التأويل، ولأجل تحقيق التواصل بين النظرة القديمة والحديثة جاء التمهيد لعرض اهم الاراء التي قيلت فيه ما وافق رؤية البحث وما لم يوافقها مناقشاً او موضحاً، وضم التهميد اجابة عن التساؤلات القائمة في وجه الجمع بين مصطلحات تبدو للوهلة الاولى متباعدة (التأويل والبيان والجملة)، لنخرج بخط يربطها في مسار واحد، وعندما اتخذت الدراسة من النص منطلقاً لها فانه قد أسس لنفسه منهجاً خاصاً كان مدخله الذي اختطه لنفسه شكل المتلقي بوصفه مفهوماً وقيمةً إشارية متحركة، متعدد المستويات ومتنوع الاساليب، وقد كان لهذا الفصل اربعة منافذ، الاول: اختص بفعل الامر (قل)، والثاني: بالتركيب (ما ادراك وما يدريك)، والثالث: بمخاطب يحاوره النص في سياقات عامة او سياقات قصصية، وقد هيمنت على هذا الفصل اساليب الطلب المتحقق بفعل الامر او الاستفهام، ولعل ذلك يعود لقدرة هذه الاساليب على ايجاد التفاعل بين النص والمتلقي وتحريك ذهنه. في حين جاء الفصل الثاني لبيان طرائق التعبير
عن المعاني المضافة، واسيمناه: (المفهوم الإشاري)، وكان ذاك المفهوم أخذاً في اتجاهين، الاول: مباشر في علاقة الدال بالمعنى، والثاني: غير مباشر لاعتماده على سلسلة من المدلولات، احدها يسلم للاخر، وامكن للمفردة بوصفها وحدة لغوية من خلال بعث رصيدها المعجمي ان تحتل موقعاً في التأويل البياني، ومن خلال امتداد علاقاتها بنصوص اخرى ترتبط
Post Top Ad
إعلانك هنا
الأربعاء، 17 فبراير 2021
الرئيسية
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
2 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
2 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
التصنيف:
# التفسير البياني للتراكيب القرآنية
عن Qurankariim
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
Marcadores:
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
أعلن هنا
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق