يرحمك الله ، وأينا يفعل ما يقول ؟ لود الشيطان أن يظفر بهذه منكم ، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه أحد عن منكر .
قد يدخل الشيطان لابن آدم من باب الزهد في النصيحة بسبب رقة الحال في الطاعة أو قلة البضاعة أو الوقوع بين حين وآخر في معصية.
والسؤال : أينا معصوم؟؟؟؟ فهل نوقف تريد كلمة الله ورفع رايته؟؟؟
قال الحسن البصري لمطرف بن عبد الله : يا مطرف عظ أصحابك ، فقال مطرف : إني أخاف أن أقول ما لا أفعل ، فقال الحسن : يرحمك الله ، وأينا يفعل ما يقول ؟ لود الشيطان أن يظفر بهذه منكم ، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه أحد عن منكر .
وكان الحسن البصري يقول : ( أيها الناس إني أعظكم ولست بخيركم ولا أصلحكم ، وإني لكثير الإسراف على نفسي ، غير محكم لها ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها ، ولو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه لعدم الواعظون وقل المذكرون ، ولما وجد من يدعو إلى الله جل ثناؤه ويرغب في طاعته وينهى عن معصيته ، ولكن في اجتماع أهل البصائر ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضا حياة لقلوب المتقين وإذكار من الغفلة وأمن من النسيان ، فالزموا مجالس الذكر ، فرب كلمة مسموعة ومحتقر نافع ) .
فالمسلم مهما كان قدوة أو مترقيا في مدارج الكمال قد يغلبه هواه أو شهوته ، أو تدفعه نفسه الأمارة بالسوء ، أو ينزغه الشيطان ، فتصدر منه زلة أو يحصل منه تقصير ، فإذا تذكر وأبصر تاب وأناب ، ولا يمنعه ذلك من الوعظ لغيره ، ولا يمنع ذلك غيره من الاتعاظ به وبكلامه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق