ثالثاً: المجال التأويلي لمخاطب يحاوره النص:
أ-سياقات عامة:
لما كان الخطاب في النص القرآني يهدف الى الاقناع والتأثير في المقابل، وكان شكل المتلقي يشغل موقعاً وسطاً بين التأويل والبيان بوصفهما انعكاساً لعملية التواصل وأنموذجاً للتواصل يمثل تجميعاً لكل الامكانيات التي يمكن ان تتحقق ونحن نمر عبر النصوص؛ فإنه في لحظة ما قد يخاطبنا النص بوصفنا الجمهور المقصود، وفي لحظة اخرى قد نسمع محادثة بين الشخصيات ولابد من ان تترك هذه الحركة في توجيه الخطاب اثراً مغايراً.
البنية السطحية (غير مقصود) ... ظاهر
الخطاب ... متلقٍ اول ... أثر مضاعف في المتلقي الثاني
اثر الخطاب ... مقصود
البنية العميقة ... متلقٍ ثانٍ
باطن (ما وراء اللفظ)
فيتخذ شكل المتلقي بعداً تأويلياً من خلال توجيه القول الى مخاطب معين فعلياً على سطح النص، لكنه ليس المراد بهذا القول؛ فيكون تفاعل الظاهر والباطن حاصلاً من الوجهة الحقيقية للكلام؛ لان المخاطب لا يتوارد عليه ما نسبه اليه النص الا انه يكون وسيطاً ليؤدي دوراً توصيلياً من خلال حضوره المستمر في النص. ففي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الآية 65 / سورة الزمر].
الخطاب في النص القرآني للرسول (- صلى الله عليه وسلم -) يراد به اثبات حقيقة خالدة عبر الزمان
والمكان من خلال الانفتاح الزمني الذي امتدت لتحتويه هذه القضية التي اثبتها الوحي
للرسول (- صلى الله عليه وسلم -) ولكل الرسل الذين سبقوه؛ لانه قال: (والى الذين من قبلك) وقد جيء بالفعل
(أوحي) مبني للمجهول؛ ذلك لوضوح المصدر، واختلاف وسائل الاتصال بالرسل والكتب التي ارسلت اليهم، ولعظم الفاعل (الله) تعالى بحيث لا يحتاج الى ذكر من الذي أوحى، فتغييب ذكر الفاعل مقصود منه تركيز الثقل الدلالي على القضية المحورية التي هي (فحوى الوحي)،
Post Top Ad
إعلانك هنا
الأربعاء، 17 فبراير 2021
الرئيسية
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
51 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
51 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
التصنيف:
# التفسير البياني للتراكيب القرآنية
عن Qurankariim
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
Marcadores:
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
أعلن هنا
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق