48 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة - مدونة الميادين

أحدث المشاركات

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

إعلانك هنا

الأربعاء، 17 فبراير 2021

48 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة




لقد رافقت البنى الاستفهامية المتكررة بصيغة الماضي (أدراك) بوصفها صورة بنائية لنصوص عديدة دخلت ضمن خارطة (شكل المتلقي لتعطي دلالة التفخيم والتهويل والتعظيم بحسب السياقات التي وردت فيها، ومتابعة النظر في تتالي هذه البنى يحيلنا الى ورودها بصيغة المضارع (ما يدريك) أي: تحول صيغة الفعل فيها من الماضي وطاقته النصية
الى المضارع وقدرته على الاستمرار والانفتاح الزماني والتجدد، وقد تعالقت دلالة هذه
البنى بالامور الغيبية التي سكت النص عن بيانها، فقد وردت في ثلاثة سياقات اثنان
منها تعلقا بموعد قيام الساعة والاخر تعلق بأمر نفسي يخص باطن الشخص وذاته؛
فقد ورد في قوله تعالى: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الآية 63 / سورة الاحزاب].
استهل النص بالفعل المضارع (يسئلك)؛ ليثبت دلالة التجدد والاستمرار والتواصل
في حصول هذا السؤال عبر الزمان والمكان من الناس، ويبدو من اسناد حصول السؤال
اليهم بلفظ الناس الدال على العموم والشمول، وكأن فيه إنكار لصدور هذا السؤال
منهم مطلقاً عن موعد قيام الساعة التي هي اعظم من ان يحدها موعد، أو ان يعرف موعدها
أحد من جنس (الناس) بدلالة تأكيد بشريته (- صلى الله عليه وسلم -) لانه صدر الجواب بفعل الامر (قل) الذي
يعني توكيل الاجابة بالله تعالى وتأكيد ان ما يقوله وحي من اللَّه؛ ((فالساعة غيب قد اختص
به اللَّه سبحانه ولم يشأ ان يطلع عليه احد من خلقه جميعاً بما فيهم الرسل والملائكة
المقربون)) (¬1)، كما ان في طريقة حكاية سؤالهم دلالة على طلب استعجال وقوعها وهذا الاستعجال يحمل معنى ((الشك فيها والتكذيب بها او السخرية منها، بحسب النفوس السائلة وقربها من الايمان وبعدها)) (¬2)، وقد توجه الخطاب في النص الى الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) بدلالة السياق فقال: (ما يدريك)؛ ((فأشار الى شدة خفائها بإخفائها عن اكمل خلقه مرجياً تقريبها تهديداً لهم)) (¬3)، ويكون في نفي الدراية التي تستغرق زمن الفعل المضارع المستمر ترك الناس في توقع دائم لها وفي استعداد مستمر لفجأتها، ونلحظ في السياقات التي ترد فيها (وما يدريك) اقترانها بـ (لعل)، وقد اشار البقاعي الى اثر ورودها في تلك السياقات الى انه ((يشار بها الى
¬__________
(¬1) في ظلال القرآن: 5/ 2882.
(¬2) م. ن: 5/ 2882.
(¬3) نظم الدرر: 15/ 416؛ و=: فتح القدير: 4/ 306.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

أعلن هنا

إحصائيات الموقع

Sparkline 2513183

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author«مدونة الميادين» نبذة عن مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...
معرفة المزيد ←