فيكون في توجيه الخطاب للرسول (- صلى الله عليه وسلم -) تجهيل لها ودعوة الى الايمان بوقوعها؛ فتتأكد
دلالة (ما) في دواخل السائلين عنها من الشك والتكذيب؛ لاننا نجد السياق يأخذ في الحديث عن
مشهد طرد الكافرين من رحمة اللَّه تعالى وكيف ان ما ينتظرهم هو نار مستعرة؛ فيكون ((إخباراً بحال السائلين عنها بقوله مؤكداً في مقابلة انكار الكفار ان يكون في حالهم شيء من نقص .. )) (¬2)، وكأن (لعل) في السياق تقيم اواصر دلالية مع الفعل المضارع المفتوح على الزمان باستمراريته وتجدده لتدل على إمكانية وقوع الامر المجهول في أي لحظة كانت.
فالمقام الذي وردت فيه بصيغة المضارع (يدريك) ترافقه دلالة الترقب وإحتمالية الحصول على تجدده واستمراريته؛ لان الامر قابل للوقوع في أي وقت، الا ان السياقات التي وردت فيها بصيغة الماضي (أدراك) كان المقام مقام احجام امور دنيوية او اخروية يجهل المتلقي بعدها الحقيقي واثرها في حياته، من هنا تنوعت اغراض ورودها بحسب السياقات.
الآيات ... الحقل الدلالي الذي تنتمي اليه ... المجال الدلالي المضمن ... رقم الآية ... اسم السورة
(الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة) ... الاخرة ... يوم القيامة (وصف) ... 1 - 2 ... الحاقة
(سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لاتبقي ولا تذر) ... الاخرة ... اسم لجهنم ... 27 ... المدثر
(لاي يوم احلت ليوم الفصل وما ادراك ما يوم الفصل) ... الاخرة ... يوم القيامة ... 17 - 19 ... المرسلات
(وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين) ... الاخرة ... يوم القيمة ... 17 - 18 ... الانفطار
(كلا ان كتاب الفجار لفي سجين وما ادراك ما سجين) ... الاخرة ... جزاء اسم لكتاب (جهنم) ... 8 ... المطففين
¬__________
(¬1) نظم الدرر: 7/ 271 - 272.
(¬2) نظم الدرر:15/ 416.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق