«الضاد العتيقة حرف غريب جدا، غير موجود - حسبما أعرف - في لغة من اللغات إلا العربية».
ويقال للعربية لغة الضاد، ونسب للرسول صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أنا أفصح من نطق بالضاد) ولم يصحح ذلك أهل الحديث، وافتخر أبو الطيب المتنبي بنفسه فقال من قصيدة:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضا ... د وعوذ الجاني وغوث الطريد
وافتخر شوقي من بعده بلغته فقال:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا ... جعل الجمال وسره في الضاد
ولكن الضاد اعتاصت على ألسنة الناطقين بها عربا وعجما فزاغوا بها عن حيزها، وأخرجوها من غير مخرجها، وهي عادت تكون في نطق بعضهم ظاء، وأحيانا يجعلونها ممزوجة بالذال، ومرة يخلطون صوتها بصوت الزاي، ووجد منهم من يصيرها لاما مفخمة.
وقد ذكر أبو الخير بن الجزري صعوبة الضاد على اللسان، وذكر أنواع الخطأ الواقعة في نطقه، وأوصى بالحذر منها في كتابه النشر، في القراءات العشر، (ج 1، ص 219 - 220) فقال ما نصّه:
«والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه.
فمنهم من يخرجه ظاء، ومنهم من يمزجه بالذال، ومنهم من يجعله لاما مفخمة، ومنهم من يشمه الزاي، وكل ذلك لا يجوز.
فليحذر من قلبه إلى الطاء، ولا سيما فيما يشتبه بلفظه نحو (ظل من تدعون إلا إياه) يشتبه بقوله: (ظل وجهه مسودا) وليعمل الرياضة في إحكام لفظه خصوصا إذا جاوره ظاء نحو: (أنقض ظهرك) (يعض الظالم) أو حرف مفخم نحو: (أرض اللّه) أو حرف يجانس ما يشبهه نحو: (الأرض ذهبا) وكذلك إذا سكن وأتى بعده حرف إطباق نحو: (فمن اضطر) أو غيره نحو:
(أفضتم) و (خضتم) (و اخفض جناحك) (و في تضليل)».
إن ذلك ما حث اللغويين على تأليف هذا الصنف من المعاجم لغرض تقويم ألسنة الناس في نطق هذا الحرف العصي العسير.
وقد اقتبست من المقدمة التي حررها المحقق الثبت الدكتور رمضان عبد التواب وصدر بها تحقيقه لكتاب الزينة للكمال الأنباري وأحصى فيها تراث اللغويين في الضاد والظاء ما أعان على التعريف بمعاجم الضاد والظاء منسوبة ومخطوطة ومطبوعة.
[762] كتاب الضاد والظاء لأبي بكر أحمد بن إبراهيم اللؤلؤي المتوفى سنة 318 ه.
قال عنه الزبيدي في طبقاته (ص 265 - 266):
« ... كان من العلماء النقاد في العربية والغريب والنحو والحفظ لذلك والقيام بأكثر دواوين العرب ...
وكان صادقا في علمه، حسن البيان لما يسأل عنه، وألّف كتابا في الضاد والظاء حسنه وبينه ... ».
وقال عنه القفطي في الإنباه:
«ألّف كتابا في الضاد والظاء فحسنه وبينه».
وهي عين العبارة التي قالها فيه الزبيدي.
وذكره ياقوت في الإرشاد وقال بشأن كتابه هذا ما نصّه:
«وله تأليف في الضاد والظاء حسن بين».
وعزاه إليه السيوطي في البغية، والبغدادي في هدية العارفين.
[763] الفرق بين الضاد والظاء لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد الملقب بغلام ثعلب والمتوفى سنة 345 ه.
أخبر بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي أن منه مخطوطة بمكتبة لاله لي برقم (3141).
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
167 معجم المعاجم الصفحة
التصنيف:
# معجم المعاجم
عن Qurankariim
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
معجم المعاجم
Marcadores:
معجم المعاجم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق