45 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة - مدونة الميادين

أحدث المشاركات

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

إعلانك هنا

الأربعاء، 17 فبراير 2021

45 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة




بتاء التأنيث؛ فانتقلت من الوصفية الى الاسمية، والكناية بلفظ (القارعة) ليست وصفاً
لكل ما يقرع، وانما هو اسم لهذا اليوم المخصص (¬1).
وتدخل البنى الاستفهامية التي تفيد التفخيم والتهويل والتجهيل على هذا الوصف بقوله تعالى: (وما أدراك ما القارعة)، ومعناه: ((أي شيء القارعة ومعناه انك يا محمد (- صلى الله عليه وسلم -) لا تعلم كبر
وصفها وحقيقة امرها على التفصيل، وانما تعلمها عن طريق الجملة ... )) (¬2). ثم
يسكت السياق عن بيانها الى وصفها بانها تقرع القلوب يوم تكون اوصافاً للناس
(كالفراش المبثوث) واوصاف الجبال (كالعهن المنفوش)؛ فنلحظ التركيز على فعل هذا اليوم
في تناول إثارة الناس والجبال وهي ((تقرع القلوب والاسماع بفنون الاهوال والافزاع)) (¬3)؛ فهي اذن بهذا الوصف نوع من انواع العذاب، يؤطر هذا الفهم لها ورودها في سياق
سورة الحاقة حيث ان السؤال التجهيلي (وما ادراك) يأتي ليحتوي وصفاً اخر من اوصاف
يوم القيامة في قوله تعالى: (الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) [الآيات 1 - 6]، فكان السياق
الذي سبق مخصص لسورة القارعة جاء ليحاكي وروده السابق في سورة الحاقة، والتي
تبدو من سياق ورودها اكثر عموماً من القارعة؛ لان المساحة البيانية التي أتى السياق اللاحق على ذكرها جعلت فعلها يمتد في اتجاهين الاول: دنيوي والاخر: اخروي، ذلك انه ذكر
فيها اصنافاً واقواماً من الناس وانواع عذابهم في نفسه، وقد جاء على ذكر (ثمود وعاد)
الذين خصهم بالتكذيب بالقارعة، ولعلنا نجد لهذا صلة بكون أثار القارعة انها تقرع
الكون بالتحطيم والدمار (وثمود وعاد) كما ورد عنهم في سياقات اخرى عرف عنهم
تمسكهم بالارض واشتهارهم بعلو البنيان وطموحهم العالي في الخلود؛ فكان بناؤهم
تعبيراً فعلياً عن رفضهم فكرة الموت والاندثار، وان سلوكهم هذا استدعى ان تكون هنالك
قوة تحمي رموز خلودهم بأن يقع بهم ((صنوف البلايا والمصائب في نفوسهم
وأولادهم وأموالهم)) (¬4)؛ فاستدعى منحاهم ذلك وظيفة القارعة في ذلك اليوم الذي هو
اوسع واعمق من ان يصل الى ادراكه بكل تفاصيله أي ذهن بشري؛ فالقارعة ((تقرع
¬__________
(¬1) =: معاني الابنية العربية /122 والكناية في القرآن الكريم، اطروحة دكتوراه، احمد فتحي رمضان، كلية الاداب، جامعة الموصل، 1996/ 279.
(¬2) جامع البيان: 30/ 281.
(¬3) التفسير الكبير: 30/ 103؛ =: ارشاد العقل السليم: 5/ 189.
(¬4) الكشاف: 4/ 598.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

أعلن هنا

إحصائيات الموقع

Sparkline 2513183

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author«مدونة الميادين» نبذة عن مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...
معرفة المزيد ←