23 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة - مدونة الميادين

أحدث المشاركات

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

إعلانك هنا

الأربعاء، 17 فبراير 2021

23 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة




من جميع صفات الكمال و (احباؤه) أي غريقون في كل من الوصفين كما يدل عليه العطف بالواو)) (¬1) فلما توافرت كل عناصر الثبات في مقالتهم جاءت الجملة التي اخذت موضع الهدم لهذا المعتقد الذي بنوا عليه تصورهم، أو حجتهم ليفكك مقالتهم فيقدم البرهان والحجة ليحقق الاقناع؛ لان تقبل امر ما يقتضي الاقتناع به، فأفتتح النص بالبنية الامرية (قل) التي جاءت بحمولتها الدلالية ووظيفتها الاقناعية بالرسول (- صلى الله عليه وسلم -) لانها تحتوى ثنائية الأمر والمأمور، لتشكل عمقاً دلالياً لما يستدعيه المقام وليقوض الدعامة التي اصدروا بها قولهم ((فان كنتم جامعين بين كونكم ابناء واحباء "بين عطف البنوة وحنو المحبة"، أي فإن كان المراد بالبنوة الحقيقية فابن الاله لا يكون له ذنب فضلاً عن ان يعذب به، لأن الابن لا يكون الا من جنس الاب ... وإن كان المراد المجاز أي بكونه يكرمكم اكرام الولد او الحبيب كان ذلك مانعاً من التعذيب)) (¬2) فقد علم اللَّه (- سبحانه وتعالى -) رسوله (- صلى الله عليه وسلم -) ان يبطل قولهم بنقضين اولهما:- من الشريعة وهو قوله: (فلم يعذبكم بذنوبكم) يعني انهم قائلون بان نصيباً من العذاب ينالهم بذنوبهم، فلو كانوا ابناء اللَّه أحباءه لما عذبهم بذنوبهم والثاني:- متضمن في النتيجة من البرهان بقوله: (بل انتم بشر ممن خلق) أي ينالكم ما ينال سائر البشر (¬3)، ولابد من ان يكون في ذكر العذاب إحالة على عذاب يعرفونه مقطوع بثبوته؛ ((فقيل معنى (يعذبكم) عذبكم؛ فهو بمعنى المضي؛ أي
فلم مسخكم قردة وخنازير؟ ولم عذب من قبلكم من اليهود والنصارى بأنواع العذاب
وهم امثالكم؟ لان اللَّه سبحانه لا يحتج عليهم بشيء لم يكن بعد)) (¬4)، وقد أشار
الرازي الى انهم لما كانوا من جنس اولئك المتقدمين حسنت هذه الاضافة (¬5)،
أو ان يكون فحوى السؤال (فلم يعذبكم اللَّه بذنوبكم) يحمل وجهين من المعنى كما قال القرطبي: ((اما أن يقولوا هو يعذبنا فيقال لهم: فلستم اذن ابناءه واحباءه
فإن الحبيب لا يعذب حبيبه، وانتم تقرون بعذابه؛ فذلك دليل على كذبكم او يقولوا لا يعذبنا؛
¬__________
(¬1) نظم الدرر:6/ 66.
(¬2) م. ن: 6/ 67.
(¬3) التحرير والتنوير: 6/ 156.
(¬4) الجامع لاحكام القرآن: 6/ 121.
(¬5) التفسير الكبير: 11/ 193.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

أعلن هنا

إحصائيات الموقع

Sparkline 2513183

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author«مدونة الميادين» نبذة عن مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...
معرفة المزيد ←