مقتضى هذين الاسمين الجليلين تحقيق عبودية الله تعالى، فهو سبحانه المستحق للعبودية الخالصة، التي لا شِرْك فيها ولا نصيب لمخلوق أياً كان
١) الله ٢) الإله
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} ﴾ [الأنعام: ٣] .
وقال تعالى: ﴿ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ﴾ [الإخلاص: ١] .
وقال تعالى: ﴿ {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} ﴾ [ الزخرف: ٨٤] .
- المعنى:
لفظ الجلالة (الله) من أعظم أسمائه جل وعلا، وأصل هذا الاسم من الإله، فالله تعالى هو المألوه، أي: المعبود، ومعناه: ذو الألوهية التي لا تنبغي إلا له، ومعنى كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى.
قال ابن عباس: "الله: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين". (تفسير ابن جرير الطبري)
وكما هو معلوم أن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله تعالى، قال جل وعلا: ﴿ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ﴾ [الذاريات: ٥٦] .
والإله كذلك من أسماء الله تعالى كما ذكر ذلك جمع من العلماء، منهم: ابن منده وابن حزم وابن حجر وابن الوزير وابن عثيمين، قال تعالى: ﴿ {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} ﴾ الزخرف: ٨٤، أي: هو المعبود الحق في السماء، وهو المعبود الحق في الأرض، فيعبده أهلهما.
- مقتضى اسمي الله الإله وأثرهما:
مقتضى هذين الاسمين الجليلين تحقيق عبودية الله تعالى، فهو سبحانه المستحق للعبودية الخالصة، التي لا شِرْك فيها ولا نصيب لمخلوق أياً كان، فأصل الإسلام وجوهره يكمن في مضمون هذين الاسمين الكريمين، ولا إسلام ولا إيمان من غير تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، والتي هي الغاية من خلق الإنس والجن، قال تعالى: ﴿ {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} ﴾ الذاريات: ٥٦، ٥٧.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق