عجيب أمر أولئك الذين ينتسبون للإسلام ويخجل أحدهم أن يطلع الناس على معتقده، ويستنكف من إظهاره، بل وينحو باللَّائِمَةِ على من أظهر التمسك به.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84].
عجيب أمر أولئك الذين ينتسبون للإسلام ويخجل أحدهم أن يطلع الناس على معتقده، ويستنكف من إظهاره، بل وينحو باللَّائِمَةِ على من أظهر التمسك به.
ويبالغ أحدهم في نفي بعض الأحكام الثابتة في دين الله، ظنًا منه أنه ينفي عن الإسلام انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ولا يعلم المسكين أنه يطعن في ثوابت الدين، ويخدم بفعلته الشنعاء المغرضين.
كم سمعنا مِمَنْ ينتسبُ إلى الدينِ مَنْ يطعنُ في حدودِ اللهِ المنزَّلةِ في كتابِ الله، فينكرُ عقوبةَ قطعِ يدِ السارقِ، ويُشَنِّعُ على حَدِّ الرجمِ، ويشمئزُ من ذِكْرِ حَدِّ الجَلْدِ.
وكم سمعنا مَنْ يُنكر حد الردة، وينفي أن يكون في الإسلام جهاد، ويأنف من ذكر حَدِّ القصاصِ، ومَنْ يسخرُ ويستهزئ من الحجاب والمحجبات.
فإلى من هذا حاله كيف تزعم أنك على تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تجاهر بمخالفة ما جاء به؟
كيف تزعم أنك تقتفي أثره، وتسير على هديه وأنت تطعن في دينه؟
ألم تسمع إلى قول الله تعالى لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا.....}؟
فاحذر يا عبد الله أن تكون سهمًا مفوقًا للدين، أو معول هدم لما بناه سيد المرسلين.
فإذا التبس عليك أمرٌ، وتملكتك الحيرة، فقد قال الله تعالى في كتابه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
___________________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق