الابرار ... ما ادراك ... عليون ... الجنة ... اعلى
ترغيب ... جزاء يوم القيامة
تقابل ... باطن ... تقابل
الفجار ... تخويف ... سجين ... النار
ما ادراك ... ادنى
نلحظ كيف تتغاير بنية (ما ادراك) حسب توظيفها؛ فهي حين تأتي في سياق الحديث
عن الابرار تصبح تعظيماً للأمر وتفخيماً له بقصد الترغيب فيه؛ فالمكانة العالية
والشرف والرفعة التي تصيبهم ترتقي لان تقصر عن ادراكها الاذهان، في حين ان
الحديث عن الفجار خرج تعظيم الامر وتفخيمه الى التهويل والتخويف؛ فالانحطاط
والسفول والتحقير يبلغ بهم مبلغاً تقصر عن تحديد ابعاده الاذهان.
وتؤكد البنى النصية (ما ادراك) على حضورها في مجال دلالي اخر يختص بأوصاف اطلقت على يوم القيامة. ونلحظ من خلال الاستقراء ان كل اسم اطلق عليها فيه وصف
لجانب من جوانب اثارها، ويحدد ابعاد تصويرها لتقريبها للأذهان؛ فقد وردت في
سورة المرسلات في قوله تعالى: (لايِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ *
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) [الآيات 12 - 15]، وفي سورة الانفطار في قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ
مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الآيات 17 - 19].
فالحديث في سورة المرسلات عن الموعد المضروب للرسل؛ لعرض حصيلة
الرسالة في البشرية، وقد ذكر السؤال عن أي يوم اجلت لبيان الوجه في التأجيل
((للموعود في يوم الفصل تحديداً لامر الجزاء على جميع العباد فيه بوقوع اليأس من الرد
الى دار التكليف؛ لان في تصوير هذا ما يتأكد به الدعاء الى الطاعة والانزجار
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
الرئيسية
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
42 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
42 التفسير البياني للتراكيب القرآنية ذوات الدلالات الاحتمالية الصفحة
التصنيف:
# التفسير البياني للتراكيب القرآنية
عن Qurankariim
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
Marcadores:
التفسير البياني للتراكيب القرآنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق