ماذا تغني العلوم والفهوم ، والمناصب والألقاب، وماذا تنفع الأموال والأعمال، إذا فقدت بوصلتك، وأضعت محرابك؟!
وأنت أيها الحائر في ظلمات البحر اللجي، العاكف في قاربك، المحطم الأشرعة في غياهب الهم والحزن والغم واليأس والقنوط، وقد حاصرك الخوف، وطاردك القلق، وأوشكت على الغرق، وعاينت الاحتضار ..
هنا مرسى أمانك حيث أرحنا بها يا بلال .. فأقبل ..ولا تخف ..
وأنت يا من ارتميت في أحضان الدنيوية، تقلب شعثك بين الذنوب والمعاصي، مقيد اليدين، مكبل الخطى، مضيق الأنفاس، تسمع المنادي من بعيد، لكنك لا تستطيع، لا تعرف وجهته، ولا مكانك من خارطة الغايات النبيلة، والأهداف السامية، أضعت الطريق، فاحتوشتك الآفات، ودب في جسد الضنك، واستلت سهام الصلب على قارعة الذنب، فتبحث عن الدواء بالداء، وتروي لهيب الظمأ بالرمضاء، فقد أوصدت أبواب التوفيق، وقطعت الوريد، وسلكت طريق الظلمة، ولازمت الخذلان، إذ قطعت العهد الذي بينك وبين الله!!
________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق