أيا طلاب الحياة الطيبة ؟!
ماذا تغني العلوم والفهوم ، والمناصب والألقاب، وماذا تنفع الأموال والأعمال، إذا فقدت بوصلتك، وأضعت محرابك؟!
ماذا تغني العلوم والفهوم ، والمناصب والألقاب، وماذا تنفع الأموال والأعمال، إذا فقدت بوصلتك، وأضعت محرابك؟!
إذا فقدت تحليق روحك في سماء العزة، وارتفعها عن الدنايا، واعتناقها المعالي، والتزود من مقامات الجمال والجلال والكمال؛ إذا ما عرفت نعيم اللقاء دون ترجمان، وقد خلي بينك وبين محرابك، متى شئت دخلت على ربك، وأقبل بوجهه الكريم عليك، فتسأله فيعطيك، فتناجيه فيسمعك، فتحدثه الحديث الطويل المتلعثم بحروف عرجاء، ولغة ركيكة فيفرح بك ويرحمك، ولا يمل حتى تمل، ولا يوصد الباب دونك، فتخرج منها وقد نبضت بك الحياة، وامتلأ قلبك إيمانًا وحبًا ورضًا بربك ودينك ونبيك صلى الله عليه وسلم، فتبدأ المسير من جديد واثق الخطى، عزيز المقام، مهاب بتعظيمك شعيرة الله.
وأنت أيها الحائر في ظلمات البحر اللجي، العاكف في قاربك، المحطم الأشرعة في غياهب الهم والحزن والغم واليأس والقنوط، وقد حاصرك الخوف، وطاردك القلق، وأوشكت على الغرق، وعاينت الاحتضار ..
هنا مرسى أمانك حيث أرحنا بها يا بلال .. فأقبل ..ولا تخف ..
هنا تتبدد مخاوفك، ويزول همك، ويندثر غمك، وتشرق شمسك، وتعود الدماء لتجري في عروقك، لتعلمك أن الصلاة مفزعك عند الشدائد ، ومفتاح البشائر..
{
فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك...}.
فتجتث اليأس من بين نياط قلبك، وتشعل النور السرمدي في صدرك ، فينبثق فجرك ...
وأنت يا من ارتميت في أحضان الدنيوية، تقلب شعثك بين الذنوب والمعاصي، مقيد اليدين، مكبل الخطى، مضيق الأنفاس، تسمع المنادي من بعيد، لكنك لا تستطيع، لا تعرف وجهته، ولا مكانك من خارطة الغايات النبيلة، والأهداف السامية، أضعت الطريق، فاحتوشتك الآفات، ودب في جسد الضنك، واستلت سهام الصلب على قارعة الذنب، فتبحث عن الدواء بالداء، وتروي لهيب الظمأ بالرمضاء، فقد أوصدت أبواب التوفيق، وقطعت الوريد، وسلكت طريق الظلمة، ولازمت الخذلان، إذ قطعت العهد الذي بينك وبين الله!!
فتوقف قبل أن تتوقف أنفاسك، وأقبل فإن الله يفرح بتوبة عبده، وعد لعهدك مع الله فإنها ممحاة للذنوب ..!!
إنها الصلاة العهد الذي بينك وبين الله، فمن أعظم ثمرات الصلاة أنها كفارة للذنوب والخطايا، وتمحو الذنوب وتذيبها كما تذيب
النار خبث الحديد،
وروى
البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله قال: «
أرأيتم لو أنّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات، هل يبقى من درنه شيء»؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: «
فذلك مثل الصلوات، الخمس يمحو الله بهن الخطايا».
والحديث في هذا يطول، وحينها ستزول الغمة عن وجهك، ويقبل عليك التوفيق، ويصحو عقلك من غطيطه، وينبض قلبك بالضياء، وتتحرر من قيود الشك والوهم وصراع الذنب، فتثبت عزيمتك، ويولد مجدك..
________________________
المصدر : ar.islamway.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق