ويتجلى الضعف الإنساني في الحسد الذي كان أول خطيئة على الأرض، وسببا في قتل قابيل لهابيل. وكم رأينا من إخوة وأصدقاء يحسد بعضهم بعضا على مال أو جمال أو رزق!
كثيرا ما نرى أو نرتبط بأناس نعتقد للوهلة الأولى أنهم أناس طيبون. بل قد تستمر تلك الوهلة الأولى حتى تربطنا بهؤلاء علاقة زواج أو صداقة. وغالبا ما تكون هذه العلاقات في بدئها علاقات طيبة.
لكننا نرى بعد حين، تحول هذه العلاقات، حتى تنوء أو تنقطع. وتظهر لنا صفات في أولئك الذين ارتبطنا بهم، ما كانت تبدو لنا في بداية علاقتنا بهم. وتكشف الأحداث والاختبارات والمحن، خبيئة تلك النفوس!
فما السبب في ذلك؟ وما الذي يبدد تلك الصورة الجميلة لهؤلاء؟
إنه الضعف البشري الذي يتجلى في صور عديدة، منها الطمع. فكل طرف من أطراف العلاقة يرغب في الاستحواذ على كل جميل في الطرف الآخر. ويكلفه ما لا يطيق. فكثير من الأزواج لا يكتفي بأن تعمل زوجته ويجبرها على إنفاق كل راتبها أو يستحوذ عليه، بل يطلب منها فوق ذلك. وكثير من الزوجات لا تكتفي بأن لديها زوجا مثاليا، يلبي لها كل رغباتها المادية والمعنوية، بل تسعى إلى السيطرة عليه. ولا تكاد دائرة الطمع الإنساني تنقطع.
كما يتجلى الضعف الإنساني في قبح الاعتياد وضمان تواتر فيض الإحسان من الطرف الذي يتسم بالعطاء، فبعد استمرار ذلك الطرف في التضحية والإحسان للطرف الآخر، يصبح ذلك الطرف الآخر معتادا على ذلك الإحسان، ولا يقابله بشيء قليل، وإن كان مجرد كلمة طيبة!
ويتجلى الضعف الإنساني في الحسد الذي كان أول خطيئة على الأرض، وسببا في قتل قابيل لهابيل. وكم رأينا من إخوة وأصدقاء يحسد بعضهم بعضا على مال أو جمال أو رزق!
ومن صور الضعف الإنساني، سوء الظن، والعناد، والرغبة في السيطرة والاستحواذ، والنقد دوما، ونسيان صنائع المعروف، والظلم، والحقد، والرياء، والتفاخر، والتباهي، والشره، وغير ذلك الكثير من الصفات التي تتكشف بعد وقت طويل أو قصير من عمر العلاقات.
لكن العلاقات الطيبة التي تزهر ورود حب ومودة على مرّ السنين، ولا تنتهي إلا بانتهاء العمر، يبنيها أناس طيبون للطيبات! لا يستبد بهم ضعف بشري! ولا تستهويهم نزوة أو رغبة! وأهم ما يميز هؤلاء الرضا والقناعة واستيعاب النقص الإنساني، وهؤلاء لا تعتريهم صور الضعف الإنساني إلا طيفا أو مسا، لا يكاد يأتي حتى يزول. ولا يزيدهم طول العلاقات ووصال السنين، إلا نقاء إلى نقائهم وإخلاصا إلى إخلاصهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق