بالحياء يتزين المؤمن ويزداد بهاؤه فما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه {( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً )}
وفى الصحيحين من حديث أمّ سلمة رضي اللّه عنها أنها قالت «جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت يا رسول اللّه إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال لها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نعم عليها الغسل إذا رأت الماء فغطّت أمّ سلمة وجهها وقالت يا رسول اللّه أو تحتلم المرأة ؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم «نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها ؟»
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله اليوم موعدنا بعون الله تعالى لنتحدث عن الحياء كصفة وخلق كريم من الأحرى بكل مسلم أن يتحلى به وقديما قالوا من يكسوه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه .
بالحياء يتزين المؤمن ويزداد بهاؤه فما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
الحياء مفتاح باب المحبة فيما بينك وبين ربك سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اللَّه تعالى إذا أنعم على عبد يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس التباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف »
لكل دين من الأديان خلقاً وخلق الإسلام الحياء , الحياء هو المتمم لمكارم الأخلاق التى بعث لأجلها محمد صلى الله عليه وسلم ..
الحياء عزة نفس وشرف الحياء من قبيل الحشمة الوقار وعفة النفس الحياء عبادة وقبلها هو عادة محمودة ما لم تكن عن ضعف ولا عجز وضد الحياء الوقاحة ..
الحياء مشتق من الحياة كما قال ابن القيّم عليه رحمة الله وعلى حسب حياة القلب، يكون فيه قوّة الحياء، وقلّة الحياء من موت القلب وفساده فكلّما كان القلب أحيا كان الحياء فيه أتمّ .
قال عمر بن الخطاب وقلت يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله آية الحجاب قال البخارى رحمه الله وكان وقت نزولها في صبيحة عرس رسول الله بأم المؤمنين زينب التي تولى الله تعالى تزويجها بنفسه لرسوله من فوق سبع سماوات وكان ذلك في ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة
وكان الرسول أشد الناس حياءً وكان إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه قال وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط فجعل رسول الله يتهيأ للقيام فلم يقوموا. فلما رأى ذلك منهم قام هو فلما قام ناس وقعد ثلاثة نفر يتحدثون ..
فخرج النبي إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته قالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك؟ قال إن بالبيت ناس يتحدثون وأنا أستحى منهم بقى النبى عند عائشة ما شاء الله ثم رجع فإذا هم في البيت كما هم يتحدثون فوقع النبى فى حرج وحياء قال أنس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قاموا فجاء حتى دخل على أهله فذهبت لأدخل فألقي النبى الحجاب بيني وبينه قال أنس مكث رسول الله في بيته يسيرا، وأنزل الله عليه القرآن، فخرج وهو يقرأ هذه الآية :
{( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً ) }
«إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
أظهر وأشهر ما قيل فى تأويل هذا الحديث إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار ممّا تقول ومما تفعل فقل ما شئت وافعل كل ما تأمرك به نفسك وهذا يقال من باب التوبيخ والتهديد، وفيه بيان واضح بأنّ الذّي يردع الإنسان ويرده عن مساوئ القول والعمل هو الحياء، فإذا انعدم الحياء أمرت النفس صاحبها أن يخوض فى الضلال حتى يغرق والعياذ بالله .
قالوا قديما إذا أراد الله أن يهلك عبدا نزع من قلبه الحياء وقالوا من ذهب حياءه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ومن هان على الناس مقت ومن مقت أوذى ومن أوذى حزن ومن حزن ذهب عقله ومن ذهب عقله كان أكثر كلامه عليه لا له ولا دواء لمن لا حياء له .
«دخلت أَسْمَاءَ الأنصارية فسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْمَحِيضِ وكان ذلك بحضرة عائشة فَقَالَ النبى تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَهَا فَتَطْهُرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُئُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطْهُرُ بِهَا قَالَتْ أَسْمَاءُ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا يا رسول الله قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِى بِهَا قَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِى ذَلِكَ تَتَبَّعِى بِهَا أَثَرَ الدَّمِ يا أسماء ثم سألته عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا فَتَطْهُرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ حَتَّى تَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُئُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جَسَدِهَا فَلما فرغ النبى قَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِى الدِّينِ. »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق