كل حساب على منصات التواصل له تأثير ولو كان له متابع واحد فقط فلا تحقرن من المعروف شيئا. وقد يكتب الله من يجدد لهذه الأمة أمر دينها في هذا العصر، أن تكون هدايتهم بسبب كلمات على حساب محدود مغمور
الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة إسلامية وهي القطب الأعظم لهذا الدين فــ (الدين النصيحة)، وقد أقسم الله تعالى على أن الإنسان في خسارة مؤكدة {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
ورغم أن التواصي بالحق والتواصي بالصبر من عمل الصالحات، فهو من عطف الخاص على العام للاهتمام به لأنه قد يُغفل عنه، وقد يُظن أن العمل الصالح هو فقط العبادات الشخصية والصلاح الشخصي، فوقع التنبيه على أن من العمل المأمور به إرشادَ المسلم غيره ودعوتَه إلى الحق وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
ثم عطف أيضا التواصي بالصبر لأن الصبر لابد منه لتحمَّل مشقة إقامة الحق وما قد يعترض المسلم من أذى في نفسه في إقامة بعض الحق.
وتكليف الدعوة موجه لكل مسلم ومسلمة (من رأى منكم منكرا فليغيره) بقدر المستطاع والممكن، كما أن استفاضة البلاغ بهذا الدين الخاتم منوطة بكل مسلم ومسلمة على قدر الاستطاعة والقدرة (بلغوا عني ولو آية).
ولما كان الأصل في الدعوة أن تصل إلى المدعوين الراغبين منهم والرافضين، وقد كان رسول الله صلى الله عليه ويسلم يغشى الناس في أنديتهم ومجامعهم ويتجول عليهم في أسواقهم ومواسم حجهم، يدعوهم إلى الله تعالى.
ولما كان الواقع المعاصر تمثل فيه منصات التواصل الاجتماعي ميدانا من أكبر مجامع الناس مسلمهم وكافرهم، فإن من واجب كل مسلم غيور على دينه أن يجتهد في الدعوة في هذا الميدان المهم بساحاته المتنوعة.
كل حساب على منصات التواصل له تأثير ولو كان له متابع واحد فقط فلا تحقرن من المعروف شيئا. وقد يكتب الله من يجدد لهذه الأمة أمر دينها في هذا العصر، أن تكون هدايتهم بسبب كلمات على حساب محدود مغمور... وما ذلك على الله بعزيز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق